مع وهبي مش حتقدر تغمض عينيك

أتساءل بجدية وأتمنى أن أجد جوابا يشفي غليلي ما الذي يسعى إليه الوزير وهبي ؟! بينما يتوجب علينا دق ناقوس الخطر بالنظر إلى المعطيات الإحصائية الصادمة التي توفرها المندوبية السامية للتخطيط ومؤسسات أخرى نجد جهود من يفترض فيه أن يسن تشريعات تحمي المجتمع يسبح ضد التيار

حين تحدثت المندوبية عن ارتفاع نسب العنوسة والطلاق سيفاجأ المغاربة قاطبة بالحديث عن مشاريع قوانين تدافع عن العلاقات الرضائية وتجرم التعدد وزواج من هن دون الثامنة عشرة فضلا عن محاولة تعديل مدونة الأسرة لتتحول السوشل ميديا إلى مجال للحرب بين الجنسين في مجتمع يشهد ثلاثمائة حالة طلاق يوميا ، قيل يومها أن الوزير لا يعنيه تفكك الأسرة المغربية ولا تفاقم ظاهرة العزوف عن الزواج ، فالرجل ببساطة ينفذ أجندات جهات يهمها أن ترى مجتمعنا ممزقا وكان واضحا حين عهد لأبي حفص وجوقته بمهمة التسويق للتعديلات ( أبو حفص أيضا ظهر في نسخة معدلة وانتقل من التطرف نحو اليمين إلى التطرف في كل الاتجاهات ) أن الثقافة المغربية وقضايا الأسرة المغربية،قصة غير ذات قيمة بالنسبة للرجل وطوي الأمر كما طويت قصة قانون تكميم الأفواه التي حاول تمريرها من قبل ولكن بال الرجل لم يهدأ قط ففي الجلسة التشريعية اليوم سيطل علينا السيد وهبي بمشروع قانون لا يقل غرابة عن مشاريعه السابقة.


فبعد أن أسهب في بسط الارقام المتعلقة بالمعاملات المالية التي تستخدم فيها الشيكات والكمبيالات وبعد اعترافه بأن ما يقارب المليون شيك تواجه تعرضات بسبب عدم كفاية المؤونة أو انعدامها خلص السيد وهبي إلى أن من بين من يتعذر عليهم سداد الشيكات أشخاص ذوو نيات حسنة وعليه فما يفوق خمسين ألف سجين ممن يقضون عقوبات حبسية بسبب النصب والاحتيال وأكل أموال الناس بالباطل يجب أن يعانقوا الحرية مقابل تسديد قيمة اثنين بالمائة من إجمالي قيمة الشيك للدولة وليس للمتضرر وهكذا فستنحل هذه المعضلة العويصة التي تؤرق بال التجار المغاربة وتضر بالاقتصاد !!!


أتمنى أن يكون كابوسا لا حقيقة ما قاله معالي الوزير المحترم ، وإني لأجزم أنه كابوس مرعب سيوفر مظلة لمحترفي النصب والاحتيال ليعيثوا فسادا في الأرض، كنا ننتظر تشريعات تعزز قيم العدل وتحصن المجتمع وتحمي لحمته لكنني ولسبب أجهله أضع يدي على قلبي خوفا كلما تحدث وهبي عن مشروع قانون جديد فمن تشريع يحمي ناهبي المال العام إلى آخر سيحدث زلزالا بين التجار إلى مشاريع قادمة لا نعلم ما ستحمله لنا في قادم الأيام فمع وهبي ( مش حتقدر تغمض عينيك) على حد تعبير إخواننا المصريين.